اعتبر د. عبدالخالق فاروق الخبير في الشئون الاقتصادية والاستراتيجية – الإجراءات الحكومية تجاه الشعب نوعا من برامج الطوارئ في محاولة لامتصاص الثورة الشعبية.
ووصف فاروق - خلال برنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة أمس - القمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ بالهزال في الطرح السياسي والاقتصادي، حيث هناك 15 الى 20 مليون شاب عاطل ولو ان فرصة العمل الواحدة الف دولار للمشروعات الصغيرة فإننا في حاجة إلى 20 مليار دولار.
وتابع أن اسواق العمل المصرية تقذف الى سوق العمل العربية 3 ملايين عاطل وان حجم البطالة في مصر حوالي 7 ملايين يعملون في اعمال هامشية لا توفر لهم الحد الادنى من المعيشة وان هناك بعض البلاد اقرب لأن تتبع النموذج التونسي مثل اليمن او الجزائر او مصر وان كل بلد على حسب نظامه السياسي وتجربة الحرية فيه.
واشار فاروق الى ان هناك سوء توزيع الثروة والدخل ففي مصر 2000 فرد فقط واسرهم يستحوزون على 24 % من الدخل القومي المصري سنويا.
والمح فاروق الى ان مخصصات الامن والدفاع في مصر تستحوز على ما بين 17 الى 22 % من موازنة الانفاق الحكومي سنويا وان التعليم والصحة لا يحوزوان الا على أقل من 10 % سنويا والذي يعكس بدوره ان التنمية البشرية لا تحظى بالاهتمام الواجب وما جرى في تونس
يعطينا إشارة ان الجيش العربي سوف يصطف في جانب الشعوب العربية في مواجهة الظلم والاستبداد السياسي.
من جانبه نبه ياسر الزعاترة – الكاتب والباحث السياسي – إلى أن ثورة الجماهير التونسية أكدت للحكام العرب أن هذا الغضب يمكن أن يصل اليهم بهذا القدر او اقل بحسب الظروف المعيشية في كل بلد ، وان المسألة الاقتصادية هي عرض لامراض كثيرة في الواقع السياسي الداخلي في العالم العربي.
وأوضح الزعاترة أن غياب الحرية والتعددية هو الذي أفضى الى هيمنة نخب معينة على السلطة والثروة فمارست الفساد والافساد والذي ادى بدوره الى افقار الغالبية من الناس.
ولفت الزعاترة إلى ان المسألة ليست مرتبطة فقط بلقمة الخبز وانما بجملة من السياسات المحلية والخارجية والمسألة الاقتصادية تأتي عرضا لمرض غياب التعددية .
وقال: إن ما جرى خلال الاسابيع الاخيرة من قرارات الحكام العرب في المسألة الاقتصادية نتيجة لماجرى في تونس وان التواطؤ الغربي لصالح الانظمة الاستبدادية الفاسدة يجب استخدام سلاح النظام السلمي أمامها.
وشدد على أنه في ظل ثورة الاعلام لا يستطيع اي نظام ان يضرب الناس بالسلاح في الشوارع وانه لا بد من تضحيات لصد الظلم وانه لو كان هناك تنفيس في تونس لما قامت الثورة.
أما الطيب زين العابدين – أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم – فقد حذر الحكومة السودانية من نموذج بن علي فهو ليس بعيدا عنها مشيرا الى ان الحكومة السودانية لا تريد ان تتنازل عن سياساتها الا انها ستضطر لذلك بعد انفصال جنوب السودان.
وعزا الطيب المرض الحقيقي في الدول العربية الى وجود حكام يحكمون لمدة عشرات السنين وجعلوا من حولهم نخبا فاسدة وأصبح هناك احتكار للسلطة والثروة لنخب بعينها ، موضحا ان الشكوى الاقتصادية عرضية وسببها سوء توزيع الثروة بصورة عادلة بين الناس
0 التعليقات:
إرسال تعليق
رساله اون لاين ترحب بآراء الساده الزائرين