العثور على رفات حوارى المسيح
قال سينمائي وآثاري هاوٍ انه اكتشف رفات حواريي المسيح الاثني عشر في مدفن يعود تاريخه الى القرن الأول الميلادي تحت عمارة سكنية في القدس. واستخدم فريق برئاسة المخرج الوثائقي الكندي سيمكا ياكوبوفيتش انسانا آليا لتصوير عدد من النعوش الكلسية التي عُثر عليها تحت بناية سكنية في القدس. ويمكن ان يتيح الاكتشاف القاء نظرة فريدة على ايام المسيحية الأولى.
ولكن مراقبين توقعوا ان يثير الاكتشاف جدلا بين الخبراء لا سيما وان ياكوبوفيتش يستخدمه دليلا جديدا يسند دعاواه باكتشاف عظام المسيح وافراد عائلته في مدفن قريب، وهي دعاوى يطعن بها كثير من الخبراء. ونُقشت على النعوش ما يقول علماء انها قد تكون اقدم كتابة ايقونية في تاريخ المسيحية.
ويحمل احد النعوش نقش سمكة وفي فمها ما يبدو انه رأس انسان ربما في تصوير لقصة النبي يونس التي كانت تتسم بأهمية بالغة عند المسيحيين الأوائل ويُشار اليها في النصوص المقدسة لأن يونس أمضى ثلاثة أيام في بطن الحوت الذي ابتلعه، مثلما أمضى المسيح ثلاثة ايام في القبر.
كما كان المسيحيون الأوائل يعتبرون السمكة رمزا مقدسا لأنها لم تظهر في عدد من معجزات المسيح فحسب بل كان العديد من حوارييه صيادين ايضا. كما ان كلمة سمكة باللغة اليونانية تتألف من الحروف الأولى لعبارة ابن الله المخلص.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن آثاريين انه ليس هناك قبر يهودي من الزمن القديم يحمل صورة سمكة، في مؤشر آخر يضفي مصداقية على النظرية القائلة ان النقوش نقوش مسيحية.
ويحمل نعش آخر نقشا باللغة اليونانية يبدو انه يشير الى الانبعاث. ويمكن ترجمته الى "يا يهوة المقدس، انهض، انهض". ولكن آثاريين اسرائيليين قالوا ان بعض الجماعات اليهودية القديمة كانت ايضا تؤمن بالانبعاث.
ويكاد يكون مؤكدا ان المدفن، مثله مثل مدافن أخرى اكتُشفت في القدس، يعود الى ما قبل عام 70 ميلادي، العام الذي دُمرت فيه المدينة على ايدي الجيش الروماني. وإذا ثبت ان العظام تعود الى مسيحيين اوائل فان من الجائز تماما انهم كانوا معاصرين للمسيح وربما حتى من حوارييه لأن الجماعة المسيحية كانت وقتذاك صغيرة الحجم في القدس.
ولكن من المرجح ان تكون الأبحاث اللاحقة معقدة. فرغم اكتشاف المدفن منذ عام 1981 لم يكن الحفر ممكنا بسبب قرار من مراجع دينية يهودية ترى ان العبث بقبور اليهود عمل تدنيسي. وبعد سنوات من المفاوضات تمكن ياكوبوفيتش وهو نفسه يهودي مولود في اسرائيل من اخذ موافقة على إنزال انسان آلي تحت البناية السكنية لتصوير النعوش.
وقال ياكوبوفيتش وزميله جيمس تابور الباحث التوراتي في جامعة نورث كارولاينا ان الاكتشاف يضفي قدرا أكبر من المصداقية على دعواهما المثيرة للجدل بأن غرفة اطلقا عليها اسم "مرقد الحديقة" قرب المكان تضم رفات المسيح.
وخلص ياكوبوفيتش وتابور الى ان المرقدين اللذين يقعان في منطقة تالبيوت الشرقية في القدس ربما كانا جزء من ارض يوسف الرامي الذي تقول النصوص المقدسة انه تولى دفن المسيح.
وكتبا ان المرقدين اللذين يعود تاريخهما الى زمن المسيح يبعدان اقل من 200 قدم عن احدهما الآخر وبالتالي فهما يعتقدان بأن مرقد الحديقة هو قبر المسيح الناصري لا سيما وان فيه اسماء مماثلة لأسماء عيسى وماري ويوسف ويهوذا.
ولكن الآثاريين الاسرائيليين رفضوا استنتاجات ياكوبوفيتش بوصفها هراء قائلين ان مثل هذه الأسماء كانت شائعة وقتذاك.
كما اشار باحثون توراتيون الى ان المسيح بوصفه من منطقة الجليل ما كان ليُدفن في القدس وقطعا ليس في قبر ينم عن ثراء عظيم إزاء اصول المسيح المتواضعة